قصيدتان

عمرو البطَّا

تلاوة الغروب (أحزان وثنية)

اترُكِي شَيئًا صَغِيرًا مِنكِ
كي تَنبُتَ في الأشيَاءِ ألوَانٌ،
وتُعطِينِي الهُوِيَّةْ
حِينَ لَاحَ اللَّيلُ في الأفْقِ
نَقَشتُ الشَّمسَ فَوقَ الصَّخرِ،
عَلَّ النَّقشَ يُدفِينِي
إذا أطفَأَتِ الريحُ اللَّهَبْ
حِطْتُ بِالحِبرِ الصَّدَى،
حَنَّطتُ عَيْنَيْكِ بِصُندُوقٍ ذَهَبْ
لَستُ أدرِي:
كَيفَ أنبَتِّ الجَنَاحَينِ مِنَ اللَّاشَيءِ،
واجتَزتِ المَدَى!
أَشْرَعتُ كَفَّيَّ، فَلَمْ أُدرِكْ سِوَى
وَجهِ المَنِيَّةْ

اترُكِي في الأرضِ شَيئًا مِنكِ
نحيا سَاعَةً أُخرَى
فَقَطْ..
وخُذِي -إِذْ تَرحَلِينَ-
الأبَدِيَّةْ

الخيط

طَرفُ خَيطٍ مِنَ السَّمَاءِ تَدَلَّى
بَينَ كَفَّيَّ، قُلتُ:
“ثَمَّ صَدِيقٌ طَيِّبُ القَلبِ
بَيتُهُ بِالأعلَى”
طَرفُ خَيطٍ عَضَضتُهُ
كغَرِيقٍ
رَكَبَ المَوجَ لِلنَّهَارِ
فضَلَّا
خَلفَ ذَا الأُفقِ: جَنَّةٌ،
أَوْ فَرَاغٌ
(حَسبُنَا فِي الفَرَاغِ جَنَّاتِ عَدنٍ!).
صَاحِ
إن تَسقِنِي اللَّظَى، لَا أَقُلْ “لَا”
فَلَقَد صِرتُ تَحتَ ظِلِّكَ ظِلَّا

طَرفُ خَيطٍ أَمسَكتُهُ،
فَتَخَلَّى…

Please follow and like us:
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WhatsApp